الخديعة الكبرى الجزء الخامس

هيكل سليمان حقيقة ام خرافه

  • هيكل سليمان حقيقة ام خرافه

اخرى قبل 4 سنة

الخديعة الكبرى الجزء الخامس

هيكل سليمان حقيقة ام خرافه

د سالم سريه

تكملة الجزء الرابع:

2- - يقول تراثهم الأسطوري إن شرط بناء هيكل سليمان هو بقرة توراتية حمراء لا يتخلل جلدها أي لون آخر، ويبدو أنهم وجدوا ثوراً يمتلك ّ هذه المواصفات في مكان ما من أمريكا، وسيلقحون بقرات إسرائيلية بسائله المنوي، وصولا إلى البقرة المنتظرة التي سيسمح لهم رمادها بالتطهر من دنس الموتى، هذا التطهر هو الشرط اليهودي الديني للصعود إلى جبل الهيكل، تمهيدا لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه. فالبقرة الحمراء يكون مقتلها شرطاً لإعادة بناء هيكل سليمان)،مقتطفات من مقال إلياس خوري الذي نشره في القدس العربي، ثم نشره على صفحته في الـ«فيسبوك« بتاريخ ( 27 تموز 2015)وهناك شرح تفصيلي حول البقرة الحمراء في ((قبل ان يهدم المسجد الاقصى –د.عبد العزيز بن مصطفى كامل-(ص22-26). أنفاق القدس: موقعها في التاريخ والحفريات الصهيونية مجلة صامد109 تموز أيلول- 1997 ص 39 - )) [11]ويشير الباحث عدنان ابو عامر في دراسه له الى ان الاحتفال بمولد بقر حمراء كمؤشر على بناء الهيكل فيقول :استقبل اليهود المتدينون مولد بقرة حمراء كعلامة ربانية على اقتراب بناء الهيكل الثالث وأكد فريق من الحاخامات ان بقرة ولدت قبل عدة اشهر في كيبوتس قرب حيفاوفقا لمواصفات البقرة المقدسة في التوراة وحسب العهد القديم فإن هذه البقرة من غير "بقع" ضرورية لنقاء الطقوس الشعائريةوسيتم ذبحها وحرقها وتحويل رمادها إلى سائل لاسأتخدامه في احتفال ديني يعتقدون انه يسبق بناء الهيكل الثالث مكان المسجدالاقصى وخلال الاحتفال يغسل الذين يدخلون جبل الهيكل ايديهم برماد البقرة ويقولون أنه منذ تدمير الهيكل الثاني على يد الرومان لم تولد أي بقرة حمراء وينظرون إلى أن مولدها يعتبر معجزة تمكنهم من دخول الحرم لكن عليهم الانتظار حتى يصبح عمرهأ ثلاث سنوات قبل أن يبدأوا ببناء الهيكل الجديد.وقال "يهودا أيتزيون " أحد أفراد المجموعة اليهودية الذين حاولوا عام1985 تفجير قبةالصخرة بمواد متفجرة: "نحن ننتظر معجزة من الرب منذ 2000 عام وهو منحنا الآن البقرة الحمراء . [12]

3- ان الدارس لنصوص الكتاب المقدس المتعلقة ببناء الهيكل الاول يجزم بأن قصة البناء خرافة وأسطورة لا حقيقة لها ذلك لأنه سيقف أمام بناء عظيم جدا ، قد يكون من أعظم الأبنية التي عرفتها البشرية ، فالمواد المستخدمة في البناء وعدد العمال كان خياليا ،فقد تم طلائه ب 1,6 طن من الذهب ! و16 طن من الفضة. والحديد والنحاس بلا وزن لأنه كثير ، والخشب والحجارة تزيد عليها !وعدد العمال المشاركين في البناء 180 ألف عامل ، منهم 30 ألف عامل أرسلهم سليمان إلى لبنان لقطع الأشجار من هنالك .وعليهم رؤساء عددهم 3600 أو 3400 حسب اختلاف الأسفار في عددهم وعلى الرغم من كل هذه المواد والعمال يذكر الكتاب المقدس أن طول الهيكل 30 مترا تقريبا، وعرضه10 أمتار، وارتفاعه 15 مترا ، والرواق (الفناء) الذي أمامه طوله 10 امتار وعرضه 5 امتار .واستغرق بنائه سبع سنوات. [13]

سادسا دحض المزاعم الصهيونية:

وسواء أخذنا برأي من ذهب إلى أن الباني الأول للمسجد الأقصى بعض ولد دم أو إبراهيم عليهما السلام، فإن بين ولد آدم، وسليمان عليه السلام آلاف السنين، وبين إبراهيم عليه السلام وسليمان عليه السلام ما يقرب من ألف سنة. فهذا يعني أن المسجدالأقصى وجد في جبل بيت المقدس، قبل أن تكون هناك قبيلة يهودا، أو يكون هناك يهود، وقبل أن يكون التاريخ اليهودي أصلا ، وأيضًا قبل بناء سليمان عليه السلام الهيكل كمايزعم اليهود، وهل من المعقول أو الجائز شرعًا أن يقوم نبي الله سليمان ببناء معبدٍ لله تعالى تحت المسجد القائم. اذن وجود المسجد الأقصى قبل الهيكل المزعوم من أقوى الأدلة التاريخية التي تبطل مزاعم اليهود وتكشف عن مدى تهافت أساطيرهم.

2- أنه لا يوجد مصدر موثوق به يثبت بناء سليمان عليه السلام لهذا الهيكل ، فالقرآن الكريم قص علينا قصة داود وسليمان عليهما السلام في عدة مواضع ، وذكر قصة سليمان مع بلقيس والهدهد والنملة ومع الجن ، وبعض هذه الأحداث تبدو أقل أهمية من الهيكل! فلماذا لم يتكلم القرآن الكريم عن الهيكل ؟ إذا كان بهذه القدسية والجلالة التي يذكرها اليهود ؟!

3 – إنه لا وجود لهذا الهيكل إلا في كتب اليهود ، وهي كتب لا يوثق بما فيها ، حتى الكتاب المقدس نفسه – قد اعترف كثير من العلماء والمؤرخين أنه امتدت إليه أيدي التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان ، مما يعني أنه لم يعد مصدرا تاريخيا موثوقا به . ولا يوجد له إسناد متصل إلى موسى عليه السلام ، ولا إلى الأنبياء الذين جاءوا بعده ، وكُتِبَ تاريخُهم في ذلك الكتاب

4-.- لقد أشار القرآن الكريم إلى تاريخ بني إسرائيل والمسجد الأقصى، ونهاية ارتباط اليهود به -كما ذهب إليه الكثير مِن المفسرين- في قوله -تعالى- في سورة الإسراء: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) (الإسراء:4-8).

فهذا هو المعروف المعلوم عن المسجد الأقصى، تؤكده الحقائق والآثار التاريخية، ؛ أما زعم اليهود حول البديل للمسجد الأقصى -وهو هيكلهم المزعوم!-؛ فهو مما لا يعرف لمكانه موضع، وليس له على الواقع أي أثر، إلا ما أورده اليهود في كتبهم التي طرأ عليها التحريف والتبديل، وقد ذكرنا طرفًا منها، وما فيها مِن الاضطراب والتهويل ما يذهب بمصداقيتها

5-- نتائج الاثار : يقول البروفيسور زائيف هرتسوغ عالم الآثار من جامعة تل أبيب، والذي شارك في كل أعمال الحفر في البلاد، إن كل الأحداث المذكورة في التوراة تتناقض تماماً مع ما توصل إليه علماء الآثار، وإن هذه القصص لم تحدث في الحقيقة على مستوى شامل.

اما عالم الآثار الإسرائيلي الشهير " إسرائيل فلنكشتاين" من جامعة تل أبيب، والذي يعرف بأبي الآثار ، فقد أكد في تقرير نشرته مجلة » جيروساليم ريبورت الإسرائيلية «( 5/8/2011) "أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، بما في ذلك قصص الخروج، والتيه في سيناء، وانتصار يوشع بني نون على كنعان"، مفككاً بذلك وسيلة وزعما من أخطر الوسائل والمزاعم التي تلجأ إليها الدولة الصهيونية لترويج روايتها حول " يهودية المدينة المقدسة "، وأساطير " أرض الميعاد"، و«شعب الله المختار"، و«الحق التاريخي لليهود في القدس وفلسطين"، كما ورد من وجهة نظرهم في التوراة، والتي أثبت الكثيرون من الباحثين العرب والأجانب،( وحتى بعض اليهود في العقود الثالثة أو الأربعة الماضية، وبعد الاكتشافات الأثرية الجديدة في تل العمارنة، وما كشفته الحفريات الأثرية في القدس وبعض المناطق الفلسطينية الأخرى،) بأن التوراة كتاب أدبي قصصي مبني على الأساطير والخرافات في معظمه، وليس كتاب تاريخ يمكن الاستناد إليه كمرجع للأصول التاريخية والاثنية للشعوب والأمم ". أن الدلائل التاريخية تفيد أن الذي بنى المسجد الأقصى هو سيدنا إبراهيم، أو حفيده يعقوب عليهما السلام، وكان ذلك قبل سليمان بمئات السنين، فليس من المعقول أن يقوم سليمان بهدم مكان بناه نبي مثله لعبادة الله تعالى، من أجل أن يقيم عليه هيكلاً، وبين ان اليهود قد بدأوا عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى للبحث عن آثار وبقايا هيكل سليمان سنة 1968 ،وذكر هذا أيضا غيره من علماء الآثار الذين شاركوا في الحفريات تحت المسجد الأقصى، فقد صرح عالم الآثار الأمريكي "غوردن فرانز" أنه لا توجد دلائل على وجود الهيكل في أسفل المسجد الأقصى، ولما سئل: أين موقع الهيكل؟ أجاب: لا أعرف، ولا أحد يعرف. كما ان عالم الآثار الإسرائيلي " مائير بن دوف" قد كشف النقاب عن أنه لا يوجد آثار ما يسمى بهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى، مناصراً بذلك الأصوات السابقة التي كشفت عن ذلك، ولاسيما علماء الآثار الإسرائيليين بقسم التاريخ بالجامعة العبرية. [14].

الهوامش:

11(قبل ان يهدم المسجد الاقصى –د.عبد العزيز بن مصطفى كامل-(ص22-26).

-12 عدنان ابو عامر –المركز العربي للدراسات الانسانية-سياسة الكيان الصهيوني تجاه مدينة القدس-2009

13- https://darfikr.com/articleمحمود شاهين- هيكل-سليمان-بين-الحقيقة-التاريخية-والخيال-الأدبي

-14المصدر رقم 12

 

 

 

التعليقات على خبر: هيكل سليمان حقيقة ام خرافه

حمل التطبيق الأن